News Details

كلمة رئيس جامعة العميد على هامش مؤتمر دار الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله العلمي الدولي الرابع

11/8/2025 1:29 AM 86

ألقى رئيس جامعة العميد أ.د (جودت نوري الجشعمي) كلمةً خلال فعاليات مؤتمر دار الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) العلمي الدولي الرابع الذي تستضيفه جامعة العميد برعاية العتبة العباسية المقدسة، وبمشاركة نخبةٍ من العلماء والباحثين من داخل العراق وخارجه.

ورحّب الدكتور الجشعمي ترحيباً عطراً بالحاضرين والمشاركين الكرام، مبيّنًا أنَّ هذا المؤتمر المبارك يُقام في رحاب جامعة العميد ليكون منبرًا علميًا وفكريًا يُجدد العهد مع رسالة السماء، ويستضيء بنور السيرة النبوية العطرة.

وقال الدكتور الجشعمي في معرض كلمته: بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليُظهِرَهُ على الدين كلهِ، وكفى باللهِ شهيدًا. وأفضلُ الصلاةُ وأتُم التسليم على من بُعثَ رحمةً للعالمين، الذي أضاءً اللهُ بهِ الظلمات، وهَدى بهِ القلوبْ، المصطفى محمدْ وعلى آلهِ الطيبينُ الطاهرينْ
السلامُ على الإمام الحسين، سبطُ النبي المصطفى، وسَيدُ شباب أهلِ الجنة، الذي جَسّدَ في كربلاء أسمى معاني التضحيةَ، والكرامةَ، والثباتَ على الحق، فكانَ نورُه ممتدًا منَ محراب النبوةِ إلى ميادين البطولةِ، ومن دمائهِ الزكيةِ انبثق الوعيُ، وتجددتْ الحياة.
السلامُ على أبي الفضل العباس (عليه السلام) ، بطَلُ الطفِ، وحامِلُ اللواءِ، وساقي عطاشى كربلاء، الذي ضَربَ أروع الأمثلة في الوفاءِ، والإيثار، والشجاعةِ، حتى صارَ رمزًا لكل مَن نذرَ نفسَهُ لنصرة الحق، وارتقى في مدارجِ الفضل حتى لقّبَ بـ"باب الحوائج"، فسلامٌ عليهما ما تعاقبَ الليلُ والنهار، وما أشرقت شمسٌ على أرضٍ تُحبها.

الحاضرون الكرام جميعاً من خارج العراق ومن أرجائه مع حفظِ ألقابكم ومقاماتكم الكريمة جميعاً، حللُتم أهلاً ونزلتم سهلاً في جامعةِ العميد التي ترعاها العتبة العباسيةُ المقدسةٌ ويشرِفُ عليها بشكلٍ مباشر المتولي الشرعي للعتبة العباسيةِ المقدسة سماحةُ السيد أحمدُ الصافي (دام عزْه).
أخوتي و أخواتي الكرام... يا من اجتمعتُم اليوم معنا في هذا المؤتمر المبارك، لنحييَّ ذكرى خيرُ البرية، وننهلُ من معينِ سيرتهِ العطرة، ونستضيءُ بنورِ هديهِ، ونرتقي بفهِمِنا لرسالته، فهنيئًا لكم هذا الجمع، وهنيئًا لكُم هذا المقام.
إن الحديث عن السيرة النبويةِ ليسَ مجردَ سردٍ لأحداثٍ تاريخية، ولا هوَ استعراضٌ لوقائعَ مضتْ، بل هوَ استلهامٌ للعبرِ، واستحضارُ للقيمِ، واستنارةٌ بالهُدى، واستنهاضٌ للهمم.
فالسيرةُ النبويةُ العطرةُ هي التطبيق العَمَليُ للقرآن الكريم، وهيَ التجسيدُ الحيّ للرحمةِ، والعدلِ، والحكمةِ، والصبرِ، والتوكلِ، والجهادِ، والتضحية، والإحسانِ.
لقد تحلَّ النبيُّ الأكرم بالأخلاقِ النبيلةِ حتى قالَ اللّٰه بحقهِ ( وأنَّكَ لَعَلىٰ خلقٍ عظيم)، ثم اصطفاهُ لحملِ رسالتِه، فكان المبشُرُ للمؤمنينَ بالخير والفوزِ والرحمة.

أيها الإخوة والأخوات ألكرام.
إن السيرة النبوية ليستْ حكرًا على العلماء، ولا هي حِكايةً تروى للصغارِ، بِلْ هيَ منهاجُ حياةٍ، ودستورُ أمةٍ، ومصدَرُ تشريع، ومرآةٌ نرّى فيها أنفسنَا، فنقوِّمُ اعوجاجَنا، ونُهذبُ أخلاقنَا، ونُحِيي قلوبنا، فَلْنُقبِل عليها بوعيٍ وتدبر، ولنعلمها لأبنائنا، ولنجسّدها في سلوكنا، حتى نكونَ بحقٍّ أتباع محمدٍ وآل محمد، وحتى نعيدٌ للأمةِ مَجدَها، ولنُثبِتَ للعالم أن في سيرةِ نبينا الأكرمُ الحلُ لكل أزمةٍ، والدواءُ لكل داءٍ، والنور لكل ظُلمةٍ.
إنهُ لمنْ دواعي الفَخرُ والاعتزازْ أن أتقدَّمَ بجزيل الشكرِ وعظيمِ الامتنانِ لكلِ من ساهم في تنظيمِ هذا المؤتمرِ المبارك، من لجانٍ علميةٍ، وإداريةٍ، وإعلاميةٍ، ومنسقين ومتطوعينٍ، الذينَ بذلوا الجهد، وسهروا الليالي، ليخرُجَ هذا اللقاءُ بهذهِ الصورة المشرَفةِ.
كما أشكرُ الحاضرين الكرام، من علماءَ وباحثينَ وطلبةُ علم، الذين لبوا الدعوة، وشاركوا بقلوبهم وعَقولهمْ، فَكانَ حضورُهُم زينةً للمكانِ، وبهجةً للزمانِ، ودليلًا على حبهمِ لرسول الله، أسأل الله أن يُباركَ هذا الجمع، وأن يُجزل لكمُ الأجرْ، وأن يجعَلنا من الذينِ يستمعونَ القولُ فيتبعونَ أحسنه، وأَنّ يُكرمنا بشفاعةِ نبيهِ وآل بيتهِ، ومرافَقتَهُ في الجنةِ، وأن يرزُقنا زيارةَ الحسين وأخيهِ العباس (عليهِما السلام) في الدنيا، وشفاعَتهما في الآخرة، إنه وليُ ذلكَ والقادرُ عليهِ.
وختامُها مِسكٌ دائماً .
الشِكِرُ الجميلُ والجزيلُ للهِ على جميع نعمائهِ ولمحمدٍ وآلهِ على منافِذَ الدعاءَ واللطفِ والرحمةِ.
شكرٌ وامتنانُ وعرفانٌ للمرجعيةِ الرشيدةِ ولسيدِها المبُجلْ آيةُ اللّٰه العظمى سماحةُ السيدُ علي السيستاني (دامَ ظلَهُ الوارف) لرعايته لشؤون المؤمنين.
شكرٌ وامتنانٌ وعرفَان للمتولي الشرعي للعتبةِ العباسيةِ المقدسةِ سماحةُ السيد احمدُ الصافي (دام عِزُه) لتوليهِ أمورنا .
وآخرِ دَعوانا أن الحمدُ للّهِ رب العالمين . والسلامُ عليكم ورحمةُ اللّٰهِ وبركاتُه.

Copyright © AlAmeed 2018.All right reserved.Created by Al-Ameed Developer Team